للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإذا كان الله لم يعى بخلق السماوات والأرض، ولا يزال يخلق، ويرزق، ويحيى، ويميت؛ فهل يستبعد بعد هذا المشاهد المنظور، أن يعيد الخلق مرة أخرى!

{أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ} (١).

إن إنكار البعث وإعادة الحياة مرة أخرى بعد هذه الدلائل البيّنة فى الأنفس والآفاق، لا معنى له.

* شبهة منكرى البعث:

لقد استبعد طوائف من الناس هذه الحقيقة، زاعمين أنها مخالفة لما عهدوه من السنن المألوفة، ومستبعدين ذلك، ومستعظمين أمره، لأن عقولهم لا تكاد تصدق إعادة الحياة إلى الأجسام بعد تفرقها، وتحللها، وبعد أن يتداخل بعضها فى بعض، فإن الإنسان بعد أن يموت يتحول جسمه إلى تراب، ثم يتحول التراب إلى نبات فيتغذى إنسان آخر بذلك النبات، ثم يموت.

هكذا الإنسان يتحول كغيره، وهكذا تتداخل الأجسام بعضها فى بعض، فيكف يبعث الناس بعد هذا التداخل؟! (٢)

وهذه الشبهة قديمة، ولا تزال تتردد فى صدر الكثير، والقرآن ذكر هذه الشبهة وعالجها، فقال:

{وَقَالُوا مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ


(١) سورة ق - الآية ١٥.
(٢) يجيب علماء العقائد عن هذه الشبهة بأن للإنسان أجزاء أصلية وأجزاء عرضية، والأجزاء الأصلية تبقى كما هى، والعرضية هى التى تتحول.

<<  <   >  >>