العجائب هو الأصل المحرك لها، والواقع أنه يكفى أن نلقى نظرة واحدة على أعضائها لدحض هذه التهمة، فإن رئيس هذه الجمعية هو الأستاذ " سدجوبك " المعروف بأنه أشد الناس شكيمة فى النقد، وأعصاهم قيادًا فى الشك بجميع البلاد الإنجليزية، ووكيلاها:" المستر أرثر بلفور " و" الأستاذ ج. ب. لنجلى " سكرتير المجمع العلمى .. ويمكن التنويه من أعضائها العاملين بالأستاذ " ريشيه الفيزيولوجى " الفرنسى الخطير، وتشمل قائمة أعضائها رجالاً آخرين كفايتهم العلمية أشهر من نار على علم، فإذا طلب إلىّ أن أعين جريدة علمية تكون مصادر أغلاطها منقاة بأدق أساليب التمحيص؛ فإنى أنوه بمحاضر جمعية المباحث الروحية، فإن الفصول الفيزيولوجية التى تنشرها الجرائد الخاصة بهذا العلم لا تبلغ فى دقة النقد مبلغ دقة هذه المحاضر المذكورة، حتى أن صرامة الأساليب الكشافة التى طبقت منذ عدة سنين على شهادات بعض الوسطاء كانت بحيث توجد اختلاف الآراء فى باطن الجمعية نفسها " (١).
وقبل أن تتألف هذه الجمعية حمل الرأى العام المجمع العلمى الإنجليزى على تأليف لجنة لفحص الظواهر الروحية، وتمحيصها، فندبت ثلاثًا وثلاثين علمًا من أعلامها للقيام بهذه المهمة العلمية، فبذلوا فى تحقيق هذا الموضوع ثمانية عشر شهرًا، ثم حرروا تقريرًا إجماعيًا وقع فى (٥١٤) صفحة، وطبع فى أكثر اللغات الحية، جاء فى آخره ما نصه:
(١) ولا تزال هذه الجمعية قائمة الآن فى إنجلترا وأمريكا، وهى تقبل فى عضويتها المؤمنين بوجود الأرواح والمناهضين لهذه الفكرة، وكل ما تشترطه هو الاهتمام بالروح كظاهرة طبيعية.