للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً} (١).

ويقول - سبحانه وتعالى -:

{وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ} (٢).

فالأنفس فى الآيتين، المقصود بها الأرواح.

وقد ذكر القرآن النفس الأمارة بالسوء، والنفس اللوامة، والنفس المطمئنة، وليست هذه بأقسام للنفس، وإنما هى صفات:

فالنفس فى حالة تسلط الغرائز، وسيطرة الاستعدادات الفطرية عليها، تكون أمارة بالسوء.

{وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّي} (٣).

فإذا تعلمت وتهذبت بالدين، والتعاليم المثالية، وُجد الضمير، وهو الشعور النفسى الذى يقف من المرء موقف الرقيب يدعو إلى الخير، وينهى عن الشر، ويحاسب بعد أداء العمل مستريحًا للإحسان، ومستنكرًا للإساءة.

فإذا وصلت النفس إلى هذا الطور من اليقظة والمراقبة والمحاسبة، واستراحت للخير وضاقت بالشر، كانت فى هذا الطور نفسًا لوّامة.

{لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ *وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ} (٤).

فإذا واصل الإنسان جهاد نفسه، فتخلص من الهوى، وكبت شهواته، وارتفع عن النقائص، وسمت نفسه إلى الحق، والخير، والجمال، والكمال .. بلغ منزلة الرشد


(١) سورة الزمر - الآية ٤٢.
(٢) سورة الأنعام - الآية ٩٣.
(٣) سورة يوسف - الآية ٥٣.
(٤) سورة القيامة - الآية ١، ٢.

<<  <   >  >>