ويظهر أيضًا من الحديث الصحيح الذى رواه أحمد والترمذى أن أول المخلوقات المعنوية القلم، فقد رويا عن عبادة بن الصامت أن النبى صلى الله علية وسلم قال:«أول ما خلق الله القلم، ثم قال له اكتب، فجرى بما هو كائن إلى يوم القيامة».
وأما ما روى من أن أول المخلوقات العقل، فلم يثبت هذا الحديث، وكذلك حديث:" أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر ".
وليس ثمة دليل يمكن التعويل عليه فى أصل الكائنات من جهة الشرع.
* بدء الخلق فى رأى علماء الفلك وطبقات الأرض:
وعلماء الفلك وطبقات الأرض يتفقون مع علماء الشرع فى أن الكون حدث، وتطور بعد أن لم يكن، ولكنهم يختلفون عنهم فى بداية هذا الحدوث وتطوره.
فالشرع لا يتحدث عن ذلك، بينما هم يقولون كما جاء فى كتاب (تاريخ الأرض) لـ (جورج جامبو): إن الكون بدأ تطوره منذ بليون بليون سنة؛ أما الأرض فقد نشأت حديثًا جدًا إذ لم توجد إلا منذ بليونين من السنين فقط، وظهرت الحياة على الأرض منذ بليون سنة، والحيوانات البرمائية منذ ٢٠٠ مليون سنة، أما الحيوانات الثديية - التى يعتبر الإنسان أحد فروعها - فقد بدأ ظهورها على الأرض منذ ١٢٠ مليون سنة.
والإنسان هو أحدث الوافدين على الأرض، إذ بدأ على صورته الإنسانية منذ ٥٠ مليون سنة.
والله أعلم بحقيقة ذلك.
ولا يصح أن يقال: إن الله خلق الخلق، فمن خلقه؟ لأن هذا السؤال خطأ، لأن