للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذه العقيدة هى فى حقيقة أمرها وثنية، وأنها دخيلة على دين الله، فالله منزه عن أن يشبهه شىء، أو يشبه هو شيئًا آخر:

{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}.

وذاته فوق متناول العقول:

{لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} (١).

ولا يجوز أن تتركب ذاته المقدسة من أجزاء، أو تتحد بالأشياء، أو تحل فى خلق من المخلوقات:

{يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً} (٢).

وعقيدة التوحيد والتنزيه هى عقيدة جميع الأنبياء والرسل، حتى السيد المسيح نفسه، والذين يزعمون غير هذا من النصارى لا برهان لهم من العقل، ولا سند لهم من النقل، وإنما هى ظنون وأوهام طرأت عليهم من الديانات الوثنية القديمة.

قالت دائرة معارف القرن التاسع عشر عند كلمة ثالوث: " إن عقيدة الثالوث، وإن لم تكن موجودة فى العهد الجديد الإنجيل، ولا فى أعمال الآباء الرسوليين، ولا فى تلاميذهم الأقربين، إلا أن الكنيسة الكاثوليكية، والمذهب البروتستنتى الواقف مع التقليد، يزعمون أن عقيدة التثليث كانت مقبولة عند المسيحيين فى كل زمان رغمًا من أدلة التاريخ الذى يرينا كيف ظهرت هذه العقيدة، وكيف نمت، وكيف عَلِقت بها الكنيسة بعد ذلك .. نعم إن العادة فى التعميد كانت أن يذكر عليه اسم الآب، والابن، والروح القدس، ولكننا سنريك أن هذه الكلمات الثلاث كان لها مدلولات غير ما يفهمه عندنا الآن نصارى اليوم.


(١) سورة الأنعام - الآية ١٠٣.
(٢) سورة طه - الآية ١١٠.

<<  <   >  >>