للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذه الثمار نجمل بعضها فيما يلى:

١ - تحرر النفس من سيطرة الغير, وذلك أن الإيمان يقتضى الإقرار بأن الله هو المحى, المميت, الخافض, الرافع, الضار, النافع.

{قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} (١).

إن الذى عوق البشرية عن النهوض, وحال بينها وبين الرقى, هو الخضوع للاستبداد, سواء أكان هذا الاستبداد استبدادًا سياسيًا للحكام والرؤساء, أم استبدادًا كهنوتيًا لرجال الدين والكهنوت.

وبتقرير الإسلام لهذه الحقيقة, قضى على هذا الأسر, وأطلق حرية الإنسان من سيطرة هؤلاء المستبدين التى لازمته قرونًا طوالاً.

٢ - والإيمان يبعث فى النفس احتقار الموت والرغبة فى الاستشهاد من أجل الحق.

إذ الإيمان يوحى بأن واهب العمر هو الله, وأنه لا ينقص بالإقدام, ولا يزيد بالأحجام؛ فكم من إنسان يموت وهو على فراشه الوثير, وكم من إنسان ينجو وهو يخوض غمرات المعارك والحروب!

{وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَاباً مُؤَجَّلاً} (٢).

{وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي


(١) سورة الأعراف - الآية ١٨٨.
(٢) سورة آل عمران - الآية ١٤٥.

<<  <   >  >>