الكاف، والنون، مع نصب «النون» عطفا على «فأصّدّق» المنصوب بأن مضمرة بعد فاء السببية، لأنه جواب التحضيض، أو العرض.
وقرأ الباقون «وأكن» بدون واو، وإسكان النون للجازم، وهو معطوف على محلّ «فأصّدّق» لأن موضعه قبل دخول الفاء الجزم، لأنه جواب التحضيض، وجواب التحضيض إذا كان بغير «فاء» ولا «واو» مجزوم، لأنه غير واجب، إذ فيه مضارعة للشرط وجوابه، فلذلك كان مجزوما، كما يجزم جواب الشرط، لأنه غير واجب، إذ لا يجوز أن يقع، ويجوز أن لا يقع، وحينئذ يكون المعنى:«إن أخرتني إلى أجل قريب أتصدق وأكن».
وقال «سيبويه أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر» ت ١٨٠ هـ حاكيا عن شيخه «الخليل بن أحمد الفراهيدي» ت ١٧٠ هـ: «إنه جزم على توهم الشرط الذي يدلّ عليه التمنّي» اهـ «١».
قال ابن الجزري:
......... ... ... ويعملون صن
المعنى: اختلف القرّاء في «بِما تَعْمَلُونَ» من قوله تعالى: وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (سورة المنافقون آية ١١).
فقرأ المرموز له بالصاد من «صن» وهو: «شعبة»«يعلمون» بياء الغيبة، وذلك على الالتفات من الخطاب إلى الغيبة.
وقرأ الباقون «تعملون» بتاء الخطاب، جريا على السياق، لأن قبله قوله تعالى: وَأَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ (آية ١٠).