اعلم أن التكبير صحّ عند أهل مكة قرائهم، وعلمائهم، قال «ابن الجزري»: قال «الأهوازي»: والتكبير عند أهل مكة سنة مأثورة يستعملونه في قراءتهم، والدرس، والصلاة، وقد رواه الحاكم في مستدركه من حديث «أبي بن كعب» مرفوعا، وقال حديث صحيح الإسناد. وقد صحّ عن «ابن كثير» من روايتي: «البزّي، وقنبل». وورد عن «أبي عمرو» من رواية «السوسي» وكذا عن «أبي جعفر» من رواية «العمري».
فأمّا «البزّي» فلم يختلف عنه فيه، واختلف عن «قنبل».
وأمّا «السوسي» فقطع له به «الحافظ أبو العلاء» من جميع طرقه، وقطع له به في «التجريد» من طريق «ابن حبش» من أوّل «ألم نشرح» إلى آخر الناس، وروى عنه سائر الرواة ترك التكبير كالجماعة. وقد أخذ بعضهم بالتكبير لجميع القرّاء، وهو الذي عليه العمل عند أهل الأمصار في سائر الأقطار، وكان بعضهم يأخذ به في جميع سور القرآن، ذكره «الحافظ أبو العلاء، والهذلي عن الخزاعي». والحاصل أن الآخذين بالتكبير لجميع القرّاء منهم من أخذ به في جميع سور القرآن، ومنهم من أخذ به من خاتمة «والضحى» إلى آخر القرآن.
[رابعا: في صيغة التكبير]
اعلم أن الآخذين بالتكبير اتفقوا على أن لفظ التكبير «الله أكبر» قبل البسملة، والجمهور على تعيين هذا اللفظ بعينه «للبزّي» من غير زيادة، ولا نقصان.
وقد زاد جماعة قبله «التهليل» عن «البزّي» ولفظه «لا إله إلا الله والله أكبر» وزاد بعض الآخذين بالتهليل مع التكبير عن «البزّي» أيضا «ولله الحمد».
وأمّا «قنبل» فقطع له جمهور المغاربة بالتكبير فقط، وزاد التهليل له أكثر المشارقة، قال «الداني» في جامعه: والوجهان يعني التكبير وحده، ومع التهليل