وأظهر الغنّة من نون ومن ... ميم إذا ما شدّدا وأخفين
الميم إن تسكن بغنّة لدى ... باء على المختار من أهل الأدا
وأظهرنها عند باقي الأحرف ... واحذر لدى واو وفا أن تختفي
المعنى: لا زال «ابن الجزري» رحمه الله تعالى يتحدث عن بعض أحكام التجويد، وأشار في هذه الأبيات إلى حكم كلّ من النون، والميم المشدّدتين، وحكمين من أحكام الميم الساكنة:
فبيّن أن للنون، والميم المشدّدتين حكما واحدا وهو «الغنة» والغنة لغة:
الترنّم، واصطلاحا: صوت لذيذ مركب في جسم النون، والميم.
والغنة صفة ملازمة لكل من النون، والميم المشدّدتين، ولذا سمّي كل منهما حرف غنة مشدّدا.
ولذلك يجب على قارئ القرآن أن يظهر الغنة أثناء النطق بكل من النون، والميم المشدّدتين.
ثم أخذ المؤلف يتحدث عن حكمين من أحكام الميم الساكنة، وهما:
الإخفاء، والإظهار:
فبيّن أن الميم الساكنة إذا وقع بعدها «الباء» كان حكمها الإخفاء مع الغنة، وهذا الإخفاء يسمّى إخفاء شفويّا، نحو قوله تعالى: وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (سورة آل عمران الآية ١٠١).