المعنى: اختلف القرّاء في «علم الغيب» من قوله تعالى: وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عالِمِ الْغَيْبِ (سورة سبأ آية ٣).
فقرأ المرموز له بالراء من «ربا» والفاء من «فز» وهما: «الكسائي، وحمزة»«علّام» بتشديد اللام، وخفض الميم، على وزن «فعّال» الذي للمبالغة في العلم بالغيب وغيره، ومنه قوله تعالى: قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (سورة سبأ آية ٤٨). و «علّام» صفة ل «ربّي» أو صفة «لله» المتقدم ذكره أول السورة في قوله تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ (آية ١).
وقرأ المرموز له بالغين من «غنا» ومدلول «عمّ» وهم: «رويس، ونافع، وابن عامر، وأبو جعفر»«علم» برفع الميم، على وزن «فاعل» وهو خبر لمبتدإ محذوف، أي هو عالم، أو هو مبتدأ، والخبر قوله تعالى بعد: لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ.
وقرأ الباقون وهم:«ابن كثير، وأبو عمرو، وعاصم، وروح، وخلف العاشر»«علم» بخفض الميم، على وزن «فاعل» وهو صفة ل «ربّي» أو «لله» المتقدم ذكره أول السورة.