المعنى: قرأ الكوفيون وهم: «عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر»«تساءلون» من قوله تعالى: وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ (سورة النساء آية ١) قرءوا «تساءلون» بتخفيف السين، وذلك على حذف إحدى التاءين، لأن أصلها «تتساءلون».
وقرأ الباقون «تسّاءلون» بتشديد السين، وذلك على إدغام التاء في السين، لقرب مخرجهما، إذ التاء تخرج من طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا، والسين تخرج من طرف اللسان مع أطراف الثنايا السفلى، وكذلك لاشتراكهما في الصفات الآتية: الهمس، والاستفال، والانفتاح، والإصمات.
قال ابن الجزري:
.......... واجررا ... الأرحام ف ق ..........
المعنى: قرأ المرموز له بالفاء من «ف ق» وهو: «حمزة»«والأرحام» من قوله تعالى: وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ (سورة النساء آية ١) قرأ «والأرحام» بخفض الميم، عطفا على الضمير المجرور في «به».
وقد طعن نحاة «البصرة» في هذه القراءة، ونقلت لنا المصادر موقف البصريين، وهو كلام غير سديد، وقد تولّى الردّ على البصريين الكثيرون من العلماء، وهذه صورة من طعون البصريين على هذه القراءة الصحيحة المتواترة، التي تلقيناها مشافهة على شيوخنا، قال «مكي بن أبي طالب القيسي» ت ٤٦٥ هـ-. في كتابه «الكشف عن وجوه القراءات»: قال: «وهو- أي العطف على الضمير المجرور بدون إعادة حرف الجر- قبيح عند البصريين، وقليل في الاستعمال، بعيد في القياس، لأن المضمر في «به» عوض عن التنوين، ولأن