بياء الغيبة فيهما، لمناسبة ما قبلهما وهو قوله تعالى: يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَأَخَّرَ (آية ١٣). و «الإنسان» وإن كان لفظه مفردا، إلا أن المراد به الجمع لأنه اسم جنس.
وقرأ الباقون «تحبون، وتذرون» بتاء الخطاب فيهما، على معنى: قل لهم يا «محمد»: بل تحبون العاجلة، وتذرون الآخرة، وحينئذ يكون هناك التفات من الغيبة إلى الخطاب.
قال ابن الجزري:
............... ... يمنى لدى الخلف ظهيرا عرفا
المعنى: اختلف القرّاء في «يمنى» من قوله تعالى: أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى (سورة القيامة آية ٣٧).
فقرأ المرموز له بالظاء من «ظهيرا» والعين من «عرفا» واللام من «لدى الخلف» وهم: «يعقوب، وحفص، وهشام» بخلف عنه، «يمنى» بياء التذكير، والفاعل ضمير مستتر تقديره «هو» يعود على «منيّ».
وقرأ الباقون «تمنى» بتاء التأنيث، وهو الوجه الثاني «لهشام» والفاعل ضمير مستتر تقديره «هي» يعود على «نطفة».