للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

روى ذلك من الصحابة رضوان الله عليهم ما يقرب من اثنين وعشرين صحابيّا «١» سواء كان ذلك مباشرة عنه صلّى الله عليه وسلّم، أو بواسطة.

وإليك قبسا من هذه الأحاديث التي تعتبر من أقوى الأدلّة على أن القراءات القرآنية كلها كلام الله تعالى، لا مدخل للبشر فيها، وكلها منزلة من عند الله تعالى، على نبينا «محمد» صلّى الله عليه وسلّم، ونقلت عنه نقلا متواترا حتى وصلت إلينا دون تحريف، أو تغيير:

الحديث الأول: عن «ابن شهاب محمد بن مسلم أبي بكر الزهري» ت ١٢٤ هـ قال: حدّثني «عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهلالي» ت ٩٨ هـ أنّ «عبد الله بن عباس» ت ٦٨ هـ رضي الله عنهما حدّثه: أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «أقرأني جبريل عليه السلام على حرف واحد فراجعته، فلم أزل أستزيده ويزيدني، حتى انتهى إلى سبعة أحرف» اهـ «٢».

الحديث الثاني: عن «ابن شهاب» قال: «أخبرني عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد الأسدي» ت ٩٣ هـ أنّ «المسور بن مخرمة بن نوفل بن أهيب القرشي» ت ٦٤ هـ و «عبد الرحمن بن عبد القارّي» ت ٨٠ هـ. حدّثاه أنهما سمعا «عمر بن الخطاب» ت ٢٣ هـ رضي الله عنه يقول: «سمعت هشام بن حكيم» يقرأ سورة «الفرقان» في حياة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فاستمعت لقراءته، فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فكدت أساوره في الصلاة، فتصبّرت حتّى سلم، فلبّبته بردائه فقلت: من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ؟

قال: أقرأنيها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقلت: كذبت، فإن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد


(١) وهم: عمر بن الخطاب، عثمان بن عفّان، علي بن أبي طالب، عبد الله بن مسعود، أبيّ بن كعب، أبو هريرة، معاذ بن جبل، هشام بن حكيم، عمرو بن العاص، عبد الله بن عباس، حذيفة بن اليمان، عبادة بن الصّامت، سليمان بن صرد، أبو بكرة الأنصاري، أبو طلحة الأنصاري، أنس بن مالك، سمرة بن جندب، أبو جهيم الأنصاري، عبد الرحمن بن عوف، عبد الرحمن بن عبد القاري، المسور بن مخرمة، أمّ أيوب، رضي الله عن الجميع.
(٢) رواه البخاري ج ٦/ ١٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>