للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومن قرأ بتوسط البدل وصلا، وقف به إن لم يعتدّ بالعارض، وبالإشباع إن اعتدّ به.

ومن قرأ بإشباع البدل وصلا، وقف كذلك سواء اعتد بالعارض أو لم يعتدّ به.

وعلى ما ذكرته يستعمل القارئ القياس. وقد قرأت بذلك وأقرأت به، والحمد لله ربّ العالمين.

فإن قيل: نريد الكشف عن علّة ترتيب المدود من حيث القوّة والضعف.

أقول: أقوى المدود «المدّ اللازم» لأن سبب مدّه السكون اللازم، ولا يتمكّن من النطق بالساكن بحقه إلّا بالمد، ولذلك اتفق القراء العشرة على مدّه مدّا مشبعا.

يليه «المدّ المتصل» لأن سببه «الهمز المتصل» والهمز من أبعد الحروف مخرجا، إذ يخرج من «أقصى الحلق» ولذلك أجمع القراء على عدم قصره، ليتمكّن من النطق بالهمز. يليه «المدّ المنفصل» والدليل على أن «المنفصل» أضعف من «المتصل» صحة جواز قصر «المنفصل» دون «المتصل». يلي المدّ المنفصل «المدّ العارض للسكون» لأن الهمز وإن انفصل عن حرف المدّ إلّا أنه موجود في اللفظ وصلا ووقفا، أما السكون العارض فلا يوجد إلّا حالة الوقف. يلي «المدّ العارض» «مدّ البدل» وذلك لتقدم سببه وهو الهمز. يلي «مدّ البدل» «مدّ التعظيم، ومدّ التبرئة» وذلك لأن سببهما معنويّ، وهو أضعف من السبب اللفظيّ.

قال ابن الجزري:

والمدّ أولى إن تغيّر السّبب ... وبقي الأثر أو فاقصر أحب

المعنى: إذا وقع حرف المدّ قبل همز مغيّر سواء غير بالتسهيل، أو بالإبدال أو بالحذف جاز فيه وجهان:

أحدهما: القصر، والآخر المدّ، ولكن أيهما أولى؟

المدّ أولى فيما بقي لتغييره أثر.

<<  <  ج: ص:  >  >>