وذلك لأنّ لام التعريف في حكم المنفصل، وإن اشتدّ اتصالها بمدخولها حتى رسمت معه. وهي عند «سيبويه» حرف تعريف بنفسها، والهمزة قبلها للوصل تسقط في الدرج. وعند «الخليل بن أحمد الفراهيدي» ت ١٧٠ هـ الهمزة للقطع وحذفت حال الوصل تخفيفا لكثرة دورها، والتعريف حصل بهما، وفي هذا يقول «ابن مالك»:
أل حرف تعريف أو اللام فقط ... فنمط عرّفت قل فيه النّمط
ثم أخبر الناظم أن جمهور من روى النقل عن «ورش» استثنى له كلمة واحدة وهي قوله تعالى: فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ* إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ (سورة الحاقة الآيتان ١٩ - ٢٠) فقرأها ذلك الجمهور بالإسكان وعدم النقل، لأنها هاء سكت. وروى البعض الآخر النقل طردا للباب.
قال «ابن الجزري»: «وترك النقل فيه هو المختار عندنا، والأصح لدينا، والأقوى في العربية، وذلك أن هذه الهاء هاء سكت، وحكمها السكون، فلا تحرك إلّا في ضرورة الشعر على ما فيه من قبح، وأيضا فلا تثبت إلا في الوقف، فإذا خولف الأصل فأثبتت في الوصل إجراء له مجرى الوقف لأجل إثباتها في رسم المصحف فلا ينبغي أن يخالف الأصل من وجه آخر وهو تحريكها، فيجتمع في حرف واحد مخالفتان» اهـ «١».