المعنى: أمر الناظم رحمه الله تعالى بإظهار النون الساكنة، والتنوين، لجميع القراء إذا وقع بعد أحدهما حرف من حروف الحلق الستّة وهي: ١ - الهمزة- ٢ - الهاء- ٣ - العين- ٤ - الحاء- ٥ - الغين- ٦ - الخاء.
واعلم أن النون الساكنة تكون مع حروف الإظهار في كلمة وفي كلمتين.
أمّا التنوين فلا يكون إلّا من كلمتين.
وهذا الإظهار يسمّى إظهارا حلقيا لخروج حروفه من الحلق.
ثم أخبر الناظم أن المرموز له بالثاء من «ثمن» وهو: «أبو جعفر» قرأ بإخفاء النون الساكنة، والتنوين، إذا وقع بعدهما «الغين، أو الخاء».
واستثنى له بعض علماء القراءات من ذلك ثلاث كلمات فقرأها لأبي جعفر بالإظهار، والإخفاء، والوجهان صحيحان، والكلمات الثلاث هي:
١ - «والمنخنقة» من قوله تعالى: وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ (سورة المائدة الآية ٣).
٢ - فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتى هُوَ (سورة الإسراء الآية ٥١).
٣ - إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلى بِهِما (سورة النساء الآية ١٣٥).
وهذه أمثلة للنون الساكنة، والتنوين مع حروف الإظهار:
١ - «ينئون» من قوله تعالى: وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ (سورة الأنعام الآية ٢٦).
٢ - «من ءامن» نحو قوله تعالى: فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ (سورة البقرة الآية ٢٥٣).
٣ - «عذاب أليم» نحو قوله تعالى: وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْذِبُونَ (سورة البقرة الآية ١٠).
٤ - «أنهر» نحو قوله تعالى: فِيها أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ (سورة محمد صلّى الله عليه وسلّم الآية ١٥).
٥ - «من هاد» نحو قوله تعالى: وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ (سورة الرعد الآية ٣٣).
٦ - «جرف هار» من قوله تعالى: أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ