وقد أخبر الناظم أن المرموز له بالحاء من «حفظه» والراء من «رسا» وهما:
«أبو عمرو، والكسائي» يقفان على «ما» بخلف عنهما. والباقون يقفون على «اللام» وهو الوجه الثاني لكلّ من «أبي عمرو والكسائي».
قال «ابن الجزري»: وهذه الكلمات قد كتبت لام الجرّ فيها مفصولة ممّا بعدها فيحتمل عند هؤلاء الوقف عليها كما كتبت لجميع القراء اتباعا للرسم حيث لم يأت فيها نص وهو الأظهر قياسا، ويحتمل أن لا يوقف عليها من أجل كونها لام جرّ، ولام الجرّ لا تقطع ممّا بعدها.
وأمّا الوقف على «ما» عند هؤلاء فيجوز بلا نظر عندهم على الجميع للانفصال لفظا وحكما ورسما، وهذا هو الأشبه عندي بمذاهبهم والأقيس على أصولهم، وهو الذي أختاره أيضا وآخذ به فإنه لم يأت عن أحد منهم في ذلك نصّ يخالف ما ذكرنا» اهـ «١».
تنبيه: اعلم أنه لا يجوز الوقف على «ما» أو «اللام» إلّا اختبارا- بالباء الموحدة- أو اضطرارا فقط. فإذا وقف القارئ على «ما» أو «اللام» في حالة الاختبار، أو الاضطرار فلا يجوز الابتداء ب «اللام» أو ب «هؤلاء» لما في ذلك من فصل الخبر عن المبتدإ، أو المجرور عن الجار.
قال ابن الجزري:
ها أيّه الرّحمن نور الزّخرف ... كم ضمّ قف رجا حما بالألف
المعنى: أمر الناظم رحمه الله تعالى بضم هاء «أيّه» من قوله تعالى:
١ - سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ (سورة الرحمن الآية ٣١).
٢ - وتوبوا إلى الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون (سورة النور الآية ٣١).
٣ - وقالوا يأيه الساحر ادع لنا ربك بما عهد عندك (سورة الزخرف الآية ٤٩).
اتباعا لضم الياء، للمرموز له بالكاف من «كم» وهو: «ابن عامر» فتعين للباقين القراءة بفتح «الهاء».