الثالث: قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِناتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ (سورة الأحزاب آية ٤٩) قرءوا كل ذلك «تماسّوهنّ» بضم التاء، وإثبات ألف بعد الميم مع المدّ المشبع، من المفاعلة التي تكون بين اثنين، لأن كل واحد من الزوجين يمسّ الآخر أثناء الجماع.
وقرأ الباقون الألفاظ الثلاثة «تمسّوهنّ» بفتح التاء من غير ألف ولا مدّ، على أنّ «المسّ» من الرجال، ومعناه:«الجماع» على القراءتين.
قال ابن الجزري:
وصيّة حرم صفا ظلّا رفه ... ...
المعنى: قرأ مدلول «حرم»، ومدلول «صفا» والظاء من «ظلّا» والراء من «رفه» وهم: «نافع، وابن كثير، وأبو جعفر، وشعبة، وخلف العاشر، ويعقوب، والكسائي»«وصيّة» من قوله تعالى: وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً وَصِيَّةً لِأَزْواجِهِمْ (سورة البقرة آية ٢٤٠) برفع التاء، على أنها خبر لمبتدإ محذوف، والتقدير:«أمرهم وصية» أو مبتدأ والخبر محذوف، والتقدير: تلزمهم وصية.
وقرأ الباقون «وصيّة» بالنصب، على أنها مفعول مطلق، أي يوصون وصيّة.