فقرأ المرموز لهم ب «شفا» وهم: «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر»«نشرا» في جميع المواضع بالنون المفتوحة، وإسكان الشين، على أنه مصدر «نشرا» أعمل فيه معنى ما قبله، وحينئذ يكون المعنى: وهو الذي نشر الرياح نشرا، ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال من «الرياح».
وحينئذ يكون المعنى: وهو الذي يرسل الرياح محيية للأرض، كما تقول:
«أتانا ركضا» أي «راكضا». ويجوز أن يكون المصدر يراد به المفعول، كقولهم:
«هذا درهم ضرب الأمير» أي مضروبه، وكقوله تعالى: هذا خَلْقُ اللَّهِ (سورة لقمان آية ١١) أي مخلوقه، وحينئذ يكون المعنى: وهو الذي يرسل الرياح منشرة.
وقرأ المرموز لهم ب «سما» وهم: «نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ويعقوب»«نشرا» بضم النون، والشين، على أنه جمع «نشور» بمعنى «ناشر» و «ناشر» معناه: محيي، مثل «طهور» بمعنى «طاهر» فالله تعالى جعل الرياح ناشرة للأرض، أي محيية لها، إذ تأتي بالمطر الذي يكون النبات به.
ويجوز أن يكون «نشرا» جمع «نشور» بمعنى «منشور» مثل: «ركوب» بمعنى «مركوب»، و «حلوب» بمعنى «محلوب». ويجوز أن يكون «نشرا» جمع «ناشر» مثل «شهد» جمع «شاهد» وذلك لأن الريح ناشرة للأرض، أي محيية لها بما تسوق من المطر.
وقرأ المرموز له بالنون من «نل» وهو: «عاصم»«بشرا» بالباء الموحدة من أسفل المضمومة، وإسكان الشين، جمع «بشير» إذ الرياح تبشر بالمطر، كما قال تعالى: وَمِنْ آياتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ (سورة الروم آية ٤٦).
وقرأ «ابن عامر»«نشرا» بضم النون، وإسكان الشين، وتوجيه هذه القراءة كتوجيه قراءة «نافع» ومن معه، إلا أن إسكان الشين للتخفيف، والضمّ هو الأصل.