.......... ودكّاء شفا ... في دكّا المدّ وفي الكهف كفى
المعنى: اختلف القراء في «دكا» هنا من قوله تعالى: فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا (سورة الأعراف آية ١٤٣). و «دكّاء» في الكهف من قوله تعالى:
فقرأ مدلول «شفا» وهم: «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر»«دكّاء» في الموضعين بالهمزة المفتوحة بعد الألف، وحذف التنوين ممنوعا من الصرف، وحينئذ يكون المدّ متصلا فكلّ يمدّ حسب مذهبه.
ووجه هذه القراءة أنها أخذت من قول العرب:«هذه ناقة دكاء» للتي لا سنام لها، فهي مستوية الظهر، وحينئذ يكون المعنى: جعل الله تعالى الجبل مثل «الناقة الدكاء» أي جعله حين التجلّي مستويا لا ارتفاع فيه، تعظيما لله تعالى، وخضوعا له.
وقرأ حفص موضع «الأعراف» دكّا» بحذف الهمزة، والمدّ، مع التنوين، على أنه مصدر «دككت الأرض دكّا» أي: جعلتها مستوية لا ارتفاع فيها، ولا انخفاض، ويشهد لهذه القراءة قوله تعالى: كَلَّا إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (سورة الفجر آية ٢١).
قال «أبو عبيدة معمر بن المثنى» ت ٢١٠ هـ: «جعله دكّا، أي مندكّا» اهـ.
وقرأ «حفص» موضع «الكهف»«دكاء» مثل قراءة «حمزة» ومن معه.
وقرأ الباقون الموضعين «دكّا» بحذف الهمزة، والمدّ، مع التنوين، وسبق توجيه هذه القراءة: