المعنى: بعد أن أشاد «ابن الجزريّ» بمكانة «ألفيّته» «الطيّبة» قرّر بأن منظومته مع علوّ شأنها، إلّا أنها مع ذلك لم تفضل منظومة «الإمام الشاطبي»:
«حرز الأماني ووجه التهاني» وذلك لأن «الشاطبي» له فضل السبق.
وموقف «ابن الجزري» هذا النبيل يذكرني بموقف «ابن مالك» ت ٦٧٢ هـ حيث قال في مقدمة «ألفيته»:
وتقتضي رضا بغير سخط ... فائقة ألفيّة ابن معطي
وهو بسبق حائز تفضيلا ... مستوجب ثنائي الجميلا
والله يقضي بهبات وافره ... لي وله في درجات الآخرة
هذا هو شأن العلماء الصالحين، أسأل الله أن يجعلني منهم إنه سميع مجيب.
قال ابن الجزري:
حوت لما فيه مع التّيسير ... وضعف ضعفه سوى التّحرير
المعنى: من أسباب إشادة «ابن الجزري» بمكانة ألفيّته: «الطيبة» أنه ضمّنها القراءات، والطرق، التي جاءت في منظومة الشاطبي: «حرز الأماني ووجه التهاني». علما بأن العدد الإجمالي «للطيبة» ألف بيت، والعدد الإجمالي «لحرز الأماني» ألف ومائة وثلاثة وسبعون بيتا. وقد أشار «ابن الجزري» إلى ذلك بقوله في آخر منظومته:
وهاهنا تمّ نظام الطيّبة ... ألفيّة سعيدة مهذّبه
كما أشار «الشاطبي» في آخر منظومته بقوله:
وأبياتها ألف تزيد ثلاثة ... ومع مائة سبعين زهرا وكمّلا
كما اشتملت «الطيبة» على القراءات التي في كتاب:
«التيسير في القراءات السبع» للإمام أبي عمرو الدانيّ ت ٤٤٤ هـ بل إنّ ألفيّة «ابن الجزري» زادت على ما في هذين الكتابين.
وقول «ابن الجزري»: سوى التحرير: أن الطيبة مع ما اشتملت عليه