المعنى: اختلف القرّاء في «مائة» من قوله تعالى: وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً (سورة الكهف آية ٢٥).
فقرأ مدلول «شفا» وهم: «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر»«مائة» بترك التنوين على الإضافة إلى «سنين» على القياس في تمييز المائة في مجيئه مجرورا بالإضافة. وإنما وقع جمعا والقياس أن يكون مفردا رعاية للأصل، إذ الأصل أن يكون التمييز مطابقا للمميّز، لكنّهم التزموا في تمييز ما فوق العشرة أن يكون مفردا ميلا للاختصار.
ولا يرد أن تمييز الثلاثة يجب أن يكون جمعا وهنا وقع مفردا، لأن «المائة» وإن كان مفردا في اللفظ فهو جمع في المعنى، مثل:«الرهط، والنفر».
وقرأ الباقون «مائة» بالتنوين، على أن ما بعده وهو «سنين» عطف بيان على «ثلاث» المميز ب «مائة».
قال ابن الجزري:
............ ولا ... يشرك خطاب مع جزم كمّلا
المعنى: اختلف القرّاء في «ولا يشرك» من قوله تعالى: وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً (سورة الكهف آية ٢٦).
فقرأ المرموز له بالكاف من «كمّلا» وهو: «ابن عامر»«ولا تشرك» بتاء الخطاب، وجزم الكاف، على أن «لا» ناهية، والنهي موجّه إلى كل مكلف شرعا، والمنهي عنه: الإشراك بالله تعالى.
والمعنى: قل يا محمد: الله أعلم بالمدّة التي لبثها أهل الكهف في نومهم، وقل: لا تشرك أيها الإنسان المكلّف في حكم ربك أحدا، لأن الشرك من أكبر الكبائر.