للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المعنى: اختلف القرّاء في «الحق» من قوله تعالى: هُنالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ (سورة الكهف آية ٤٤).

فقرأ المرموز له بالراء من «رم» والحاء من «حط» وهما: «الكسائي، وأبو عمرو» «الحقّ» برفع القاف، على أنّه صفة ل «الولية»، لأن ولاية الله سبحانه وتعالى لا يشوبها نقص ولا خلل، ويجوز أن يكون «الحقّ» خبرا لمبتدإ محذوف، أي: هو الحق، أو مبتدأ والخبر محذوف، والتقدير: الحقّ ذلك أي ما قلناه.

وقرأ الباقون «الحقّ» بخفض القاف، على أنه صفة للفظ الجلالة: «لله» و «الحقّ» مصدر وصف به كما وصف بالعدل، والسلام، وهما مصدران.

والمعنى: ذو الحق، وذو العدل، وذو السلام. ويقوّي كونه صفة لله عزّ وجلّ، قوله تعالى: ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ (سورة الأنعام آية ٦٢).

قال ابن الجزري:

............... ... ... يا نسيّر افتحوا حبر كرم

والنّون أنّث والجبال ارفع ... ...............

المعنى: اختلف القرّاء في «لنسير الجبال» من قوله تعالى: وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبالَ (سورة الكهف آية ٤٧).

فقرأ مدلول «حبر» والمرموز له بالكاف من «كرم» وهم: «ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر» «تسيّر» بتاء مثناة فوقية مضمومة مع فتح الياء المشدّدة، على البناء للمفعول، و «الجبال» بالرفع نائب فاعل.

وقرأ الباقون «نسيّر» بنون العظمة مضمومة مع كسر الياء المشددة على البناء للفاعل، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره «نحن» يعود على الله تعالى المتقدم ذكره في قوله تعالى: وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً (سورة الكهف آية ٤٥).

و «الجبال» بالنصب مفعول به، وقوّى ذلك أنه محمول على ما بعده من

<<  <  ج: ص:  >  >>