فقرأ المرموز له بالألف من «أفا» وهو: «نافع»«تهجرون» بضم التاء، وكسر الجيم، على أنه مضارع «أهجر» الرباعي، وهو مشتق من «الهجر» بضم الهاء، وهو الهذيان، وما لا خير فيه من الكلام.
وقرأ الباقون «تهجرون» بفتح التاء، وضم الجيم، على أنه مضارع «هجر» الثلاثي، وهو مشتق من «الهجر» بفتح الهاء، أي تهجرون آيات الله فلا تؤمنون بها.
قال ابن الجزري:
......... والأخيرين معا ... الله في لله والخفض ارفعا
بصر ............ ... ...............
المعنى: اختلف القرّاء في «سيقولون لله» الأخيرين: أي الثاني، والثالث، من قوله تعالى:
فقرأ البصريّان وهما:«أبو عمرو، ويعقوب»«الله» بإثبات همز الوصل حالة البدء، وفتح اللام وتفخيمها، ورفع الهاء فيهما، على أنه مبتدأ، والخبر محذوف تقديره:«الله ربها» في الأول، لأن قبله قوله تعالى: قُلْ مَنْ رَبُّ السَّماواتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (آية ٨٦). وتقدير الخبر في الثاني:
«الله بيده ملكوت كل شيء» لأن قبله قوله تعالى: قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ (آية ٨٨). والجواب على هذا مطابق للسؤال لفظا ومعنى.
وقرأ الباقون «لله» بحذف همزة الوصل، وبلامين: الأولى مكسورة، والثانية مفتوحة مرققة، وخفض الهاء، على أنّه جارّ ومجرور، خبر لمبتدإ محذوف، والجواب على
هذا مطابق للسؤال بحسب المعنى، فالعرب تجيز نحو قولك: من ربّ هذه الدار؟ فيقال: هي لزيد، لأن اللام تفيد الملك. فمعنى:«من رب السماوات والأرض»«لمن السماوات والأرض» والجواب: سيقولون هي لله.