بمعنى المجيء أيضا، وأصله «آتيونه» نقلت ضمة الياء إلى التاء قبلها، ثم حذفت للساكنين، وبقيت حركتها تدلّ عليها، ثم حذفت النون للإضافة، والواو علامة الرفع، والهاء مفعول به.
قال ابن الجزري:
يفعلوا حقّا وخلف صرفا ... كم .........
المعنى: اختلف القرّاء في «تفعلون» من قوله تعالى: إِنَّهُ خَبِيرٌ بِما تَفْعَلُونَ (سورة النمل آية ٨٨).
فقرأ مدلول «حقّا» والمرموز له بالصاد من «صرفا» والكاف من «كم» وهم: «ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب، وشعبة، وابن عامر بخلف عنهما»«يفعلون» بياء الغيبة حملا على لفظ الغيبة في قوله تعالى: وَكُلٌّ أَتَوْهُ داخِرِينَ (آية ٨٧).
وقرأ الباقون «تفعلون» بتاء الخطاب، وهو الوجه الثاني لكل من «ابن عامر، وشعبة»، إمّا على الالتفات من الغيبة إلى الخطاب، وإمّا أن يكون جريا على الخطاب الذي قبله في قوله تعالى في صدر الآية: وَتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً فهو خطاب لنبينا «محمد» صلى الله عليه وسلم وأمته داخلة معه في الخطاب، وحينئذ يكون الكلام جرى على نسق واحد وهو الخطاب.