توليتم أمرا لأمّة أن تفسدوا في الأرض بالظلم» اهـ. وقال «قتادة بن دعامة السدوسي» ت ١٨٨ هـ: «أي فهل عسيتم إن توليتم عن طاعة كتاب الله عزّ وجلّ، أن تفسدوا في الأرض بسفك الدماء، وتقطعوا أرحامكم» اهـ «١».
قال ابن الجزري:
......... مساكن وحّدا ... صحب وفتح الكاف عالم فدا
المعنى: اختلف القرّاء في «مسكنهم» من قوله تعالى: لَقَدْ كانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ (سورة سبأ آية ١٥).
فقرأ المرموز له بالعين من «عالم» والفاء من «فدا» وهما: «حفص، وحمزة»«مسكنهم» بسكون السين، وفتح الكاف بلا ألف، على الإفراد، وهو مصدر ميميّ قياسي، لأن «فعل يفعل» بفتح العين في الماضي، وضمها في المضارع قياس مصدره الميميّ أن يأتي بفتح العين، نحو:«المقعد، والمدخل، والمخرج» والمصدر يدل على القليل والكثير من جنسه، فاستغني به عن الجمع، مع خفة المفرد.
وقرأ «الكسائي، وخلف العاشر» المتبقّيان من مدلول «صحب»«مسكنهم» بالتوحيد، وكسر الكاف، على أنه اسم للمكان مثل:«المسجد».
وقيل: هو مصدر ميميّ خرج عن القياس نحو: «المطلع» وهو لغة «أهل اليمن».
وقرأ الباقون «مسكنهم» بفتح السين، وألف بعدها، وكسر الكاف على الجمع، لأنه لما كان لكل واحد مسكن وجب الجمع ليوافق اللفظ المعنى.