المعنى: اختلف القرّاء في «يزفون» من قوله تعالى: فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ (سورة الصافات آية ٩٤).
فقرأ المرموز له بالفاء من «فز» وهو: «حمزة»«يزفّون» بضم الياء، وهو مضارع من «أزفّ» أخبر الله تعالى عنهم أنهم يحملون غيرهم على الإسراع، فالمفعول محذوف، والمعنى: فأقبلوا إليه يحملون غيرهم على الإسراع أي يحمل بعضهم بعضا على الإسراع. والزّفيف: الإسراع في الخطو مع مقاربة المشي.
المعنى: اختلف القرّاء في «ينزفون» معا، من قوله تعالى: لا فِيها غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْها يُنْزَفُونَ (سورة الصافات آية ٤٧). ومن قوله تعالى: لا يُصَدَّعُونَ عَنْها وَلا يُنْزِفُونَ (سورة الواقعة آية ١٩).
فقرأ مدلول «شفا» وهم: «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر»«ينزفون» في الموضعين بضم الياء، وكسر الزاي، مضارع «أنزف ينزف» إذا سكر، وحينئذ يكون المعنى: ولا هم عن الخمر يسكرون فتزول عقولهم، أي تبعد عقولهم كما تفعل خمر الدنيا.
وقيل: هو من «أنزف ينزف»: إذا فرغ شرابه، وحينئذ يكون المعنى: ولا هم عن الخمر ينفد شرابهم كما ينفد شراب أهل الدنيا، من هذا يتبين أن المعنى الأول: من نفاد العقل، والمعنى الثاني: من نفاد الشراب، ونفاد العقل قد نفاه الله تعالى عن خمر الجنة في قوله تعالى: لا فِيها غَوْلٌ أي لا تغتال عقولهم فتذهبها.
وقرأ «عاصم» أحد مدلول «كفا» موضع الصافات «ينزفون» بضم الياء،