المعنى: اختلف القرّاء في «فبما كسبت أيديكم» وفي «ويعلم» من قوله تعالى: وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ (سورة الشورى آية ٣٠).
ومن قوله تعالى: وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِنا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (سورة الشورى آية ٣٥).
فقرأ مدلول «عمّ» وهم: «نافع، وابن عامر، وأبو جعفر»«بما كسبت أيديكم» بدون «فاء» على أن «ما» في قوله تعالى: وَما أَصابَكُمْ بمعنى الذي مبتدأ، و «بما كسبت أيديكم» خبر فلا يحتاج إلى الفاء. وقد رسم في مصاحف أهل المدينة، والشام «بما كسبت أيديكم» بدون الفاء.
قال «أبو عمرو الداني»: وفي الشورى في مصاحف أهل المدينة، والشام، «بما كسبت أيديكم» بغير فاء قبل الباء، وفي سائر المصاحف «فبما كسبت أيديكم» بزيادة فاء اهـ «١».
وقرأ أي «نافع، وابن عامر، وأبو جعفر»«ويعلم» برفع الميم على الاستئناف.
وقرأ الباقون «فبما» بالفاء، على أن «ما» في قوله تعالى: وَما أَصابَكُمْ شرطية، والفاء واقعة في جواب الشرط. ويجوز أن تكون «ما» موصولة، ودخلت الفاء في خبرها لما في الموصول من الإبهام الذي يشبه الشرط.
وهذه القراءة موافقة في الرسم لمصاحف أهل الأمصار غير مصاحف أهل المدينة، والشام.
وقرأ أي الباقون «ويعلم» بالنصب، وهو منصوب ب «أن» مضمرة، والتقدير: وأن يعلم، لأنه صرفه عن الجواب وعطفه على المعنى، ومعنى