للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وممّا هو جدير بالذكر في هذا المقام أننا نسمع «القرآن» من جميع وسائل الإعلام: المسموعة، والمرئيّة، في سائر أنحاء العالم يقرأ مجوّدا، فالحمد لله رب العالمين.

ثمّ بيّن المؤلف رحمه الله تعالى معنى التجويد فقال:

وهو إعطاء الحروف حقّها ... من صفة لها ومستحقّها

مكمّلا من غير ما تكلّف ... باللّطف في النّطق بلا تعسّف

أي التجويد: إخراج كل حرف من مخرجه مع إعطائه حقّه ومستحقّه، وحقّ الحرف صفاته الذّاتيّة، ومستحقه: صفاته العرضيّة، ولا يعرف ذلك معرفة تامّة إلّا بدراسة أحكام التجويد دراسة علميّة، وعمليّة، على علماء القرآن والقراءات، وهي سهلة وميسّرة بإذن الله.

قال ابن الجزري:

فرقّقن مستفلا من أحرف ... وحاذرن تفخيم لفظ الألف

كهمز الحمد أعوذ اهدنا ... الله ثمّ لام لله لنا

وليتلطف وعلى الله ولا الض ... والميم من مخمصة ومن مرض

وباء بسم باطل وبرق ... وحاء حصحص أحطت الحقّ

وبيّن الإطباق من أحطت مع ... بسطت والخلف بنخلقكم وقع

المعنى: بعد أن تحدث المؤلف رحمه الله تعالى عن حكم تعلّم التجويد، وبيّن معناه، شرع يرشد قارئ القرآن إلى بعض أحكام التجويد فبيّن أنّ الحروف المستفلة وهي التي كثرت صفاتها الضعيفة التي هي: الهمس، والرخاوة، والاستفال، والانفتاح، والذلاقة، واللين.

هذه الحروف يجب على القارئ أن ينطق بها مرقّقة.

والترقيق لغة: التّنحيف. واصطلاحا: عبارة عن نحول يدخل على الحرف عند النطق به، حتى يمتلئ الفم بصداه.

<<  <  ج: ص:  >  >>