للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي سورة القصص: {أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} ١، وفي سورة طه: {إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً} ٢، ٣.

يقول هذا وهو الذي لم يجف مداد قلمه، حيث قال قبل سطور: "إن القرآن لم يعن بتصوير الأحداث الدائرة حول شخص أو الحاصلة في أمة تصويرا كاملا"٤. إذا كان قال هذا قبل أسطر فكيف يستغرب أن يذكر في سورة النمل بعض نداء الله سبحانه وتعالى لنبيه موسى عليه السلام. وفي طه بعضه الآخر، وفي القصص بعضه الآخر أيضا لم لا يكون هذا وأكثر منه هو حديث الله سبحانه لموسى عليه السلام في ذلك الموقف ذكر في كل سورة بعضه!!

وضرب مثلا للثاني بقول الله تعالى لموسى، عليه السلام: {خُذْهَا وَلا تَخَف} ٥، ومرة أخرى: {يَا مُوسَى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ} ٦. ولا شك أن القول في هذا كالقول فيما سبقه، لو كان يفقه؟! وضرب مثلا آخر بتعبير القرآن بالرجفة مرة وبالصيحة أخرى، وبالطاغية في غيرهما وتعبيره في انشقاق الحجر عن الماء في قصة موسى فانفجرت مرة وانبجست أخرى٧.

والغريب أن هذا الذي يعده هذا الدكتور تناقضا واختلافا؟! يعده العلماء حقًّا وجهًا من وجوه الإعجاز في القرآن الكريم هو التكرار في القصص القرآني، حيث تتكرر القصة الواحدة بألفاظ وأساليب متعددة تحقق في كل مقام أسلوبا يتسق مع أسلوب القصة ونظمها من غير تنافٍ ولا تجافٍ، بل إن بينها من


١ سورة القصص: ٣٠.
٢ سورة طه: ١٢.
٣ الفن القصصي: د/ محمد أحمد خلف الله ص٥٢-٥٣.
٤ المرجع السابق: ص٥١.
٥ سورة طه: ٢١.
٦ سورة النمل: ١٠.
٧ الفن القصصي: د/ محمد أحمد خلف الله ص٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>