للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التناسق والترابط ما دعا علماء البلاغة إلى التحلق جثوا على الركب للتزود من هذه الأساليب الباهرة والتسلح بها في ميادينهم.

والحديث عن هذه الشبهات والترهات التي قذفها الدكتور خلف الله طويل لا تخرج كلها عن دائرة قصور الفهم إن أحسنَّا به الظن.

كل هذه الشبهات التي جاء بها أراد بها تقرير الحرية الفنية في القرآن الكريم وفهم أن وجود الحرية الفنية يعني الاختلاق للأحداث والوقائع.

والذي يدعوه -في رأيي- لكل هذا الحرص على إثبات الحرية الفنية في القرآن بهذا المفهوم الخاص عنده أن كل ما ألصقه بالقرآن من شبهات واتهامات باطلة لا يثبت إلا بهذا وإلا لما أصبح له من مستمسك.

حيث رتب على الحرية الفنية في القرآن أمورا عديدة لا يسعنا أن نذكرها مفصلة وهي إجمالا:

١- أن القرآن أساطير.

تماما كما قال المشركون: {وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} ١.

٢- أن القرآن يجاري عقائد أهل الكتاب؟!

فمن ذلك التردد في بيان عدد أهل الكهف؛ لأن القرآن لم يرد ذكر الحقيقة وإنما أراد مجاراة اليهود؛ لأن اليهود اختلفوا في أمر العدد، فنزل القرآن بهذه الأقوال حتى يكون التصديق من المشركين بأن محمدا عليه السلام نبي، ومثله عدد السنين التي لبثوها في الكهف، وغير ذلك من الأحداث٣.


١ سورة الفرقان: ٥.
٢ الفن القصصي: د/ محمد أحمد خلف الله ص٥٧.
٣ المرجع السابق: ص٥٤-٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>