للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الشيخ حسنين مخلوف في تفسيرها: "أي: والوزن الحق -أي العدل الذي لا ظلم فيه لصحائف الأعمال- كائن يوم يسأل الله الأمم ورسلهم، وإنما توزن الصحائف يومئذ بميزان لإظهار العدل الإلهي على رءوس الأشهاد"١.

أما الشيخ محمد علي الصابوني, فأورد في تفسيرها رأي ابن كثير -رحمه الله تعالى- ثم قال: "أقول: لا غرابة في وزن الأعمال ووزن الحسنات والسيئات بالذات، فإذا كان العلم الحديث قد كشف لنا عن موازين للحر والبرد واتجاه الرياح والأمطار أفيعجز القادر على كل شيء عن وضع موازين لأعمال البشر"٢.

أهل الكبائر:

قال تعالى: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا, ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} ٣. قال الشيخ محمد العثمان القاضي في تفسيرها: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا} الشرك وهم المؤمنون {وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} جاثين على الركب. قالت المعتزلة: في هذه الآية حجة على مذهبنا وهو تخليد أهل الكبائر والفساق في النار، بدليل أن الله بين أن الكل يردونها ثم بين صفة من ينجو منها وهم المتقون, والفاسق لا يكون متقيا، فيبقى مخلدا في النار، وهذا احتجاج باطل. فالمتقي هنا هو الذي يتقي الشرك بقوله: "لا إله إلا الله" فصاحب الكبير متق للشرك؛ لأنه مؤمن بالله ورسوله, ومن آمن بذلك صح أن يقال: إنه متق للشرك, فصارت الآية التي توهموها حجة لهم هي عليهم لا سيما والنص شاهد بذلك، فقد روى البخاري في صحيحه عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله، وفي قلبه وزن شعيرة من خير، ويخرج من النار من قال: لا إله إلا الله، وفي قلبه وزن برة من خير, ويخرج من النار من قال: لا إله إلا الله وفي قلبه


١ صفوة البيان: حسنين مخلوف ج١ ص٢٥٢.
٢ صفوة التفاسير: محمد علي الصابوني ج١ ص٤٣٧.
٣ سورة مريم: الآيتان ٧١-٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>