للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وزن ذرة من خير, وفي لفظ: من إيمان". وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة الطويل: أن الناس قالوا: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فذكر الحديث إلى قوله: "ويحك يابن آدم ما أغدرك" الحديث بألفاظه. فصاحب الكبيرة قد يعاقب بقدر ذنبه ثم ينجو, والنصوص الصحيحة تؤيد هذا قطعا١.

أما السيد عبد القادر ملا حويش فقال في تفسير هاتين الآيتين: "ولا دليل في هذه الآية لمن يقول: إن الفاسق وصاحب الكبيرة يخلد في النار؛ لأن المراد بالتقي المستثنى من الورود: من اتقى الشرك؛ لأن من آمن بالله ورسوله يصح أن يقال له: متقٍ الشرك, ولو كان مقترفا الكبائر من غير استحلال لأن المستحل لها كافر، ومن صدق عليه أنه متقٍ الشرك صح عنه أنه متقٍ؛ لأن التقى جزء من التقي من الشرك٢. ومن صدق عليه المركب صدق عليه المفرد فثبت أن صاحب الكبيرة والفاسق متق، وإذا ثبت لك هذا وجب أن لا يخلد في النار وأنه يخرج منها لعموم هذه الآية، وعليه إجماع الأمة من علماء التوحيد"٣، ثم استدل بالحديث السالف الذي رواه البخاري ثم قال: "فدلت الآية الأولى على أن الكل دخلوا النار، ودلت الثانية والأحاديث على أن الله أخرج منها المتقين والموحدين وترك فيها الظالمين المشركين فقط"٣، وقال: "هذا, وإن مذهب أهل السنة والجماعة هو أن صاحب الكبيرة قد يعاقب بقدر ذنبه ثم ينجو لا محالة، ويجوز أن يعفو الله عنه، وهذه الطريقة يجب التمسك بها والجنوح إليها فكل قول يخالف هذا باطل لا قيمة له, إذ لا مستند له على الآيات الصريحة والأحاديث الصحيحة, أما أقوال المخالفين فهي كيفية لا عبرة بها"٣. ثم ذكر أقوال المخالفين وأبطلها.


١ منار السبيل: محمد العثمان القاضي ج٣ ص٢٥.
٢ الصحيح أن التقى من الشرك جزء من التقي، وليس العكس ولعله سبق قلم من المؤلف.
٣ بيان المعاني: عبد القادر ملا حويش ج٢ ص١٧٠- ١٧٣ بتلخيص.

<<  <  ج: ص:  >  >>