للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مساء، ومن شروق إلى غروب، ومن الليلة القمراء إلى الليلة الظلماء. ومن مشهد الصفاء إلى مشهد الضباب والسحاب. بل إنه ليختلف من ساعة لساعة ومن مرصد لمرصد ومن زاوية لزاوية، وكله جمال، وكله يأخذ بالألباب.

هذه النجمة الفريدة التي توصوص هنا، وكأنها عين جميلة، تلتمع بالمحبة والنداء!.

وهاتان النجمتان المنفردتان هناك، وقد خلصتا من الزحام تتناجيان!.

وهذه المجموعات المتضامة المتناثرة هنا وهناك، وكأنها في حلقة سمر في مهرجان السماء وهي تجتمع وتفترق كأنها رفاق ليلة في مهرجان!.

وهذا القمر الحالم الساهي ليلة والزاهي المزهو ليلة، والمنكسر الخفيض ليلة. والوليد المتفتح للحياة ليلة، والفاني الذي يدلف للفناء ليلة!.

وهذا الفضاء الوسيع الذي لا يمل البصر امتداده، ولا يبلغ البصر آماده.

إنه الجمال، الجمال الذي يملك الإنسان أن يعيشه ويتملاه، ولكن لا يجد له وصفا فيما يملك من الألفاظ والعبارات"١.

واقرأ إن شئت تفسيره لقوله تعالى: {تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ} ٢، حيث يقول: "تبصرة تكشف الحجب، وتنير البصيرة وتفتح القلوب وتصل الأرواح بهذا الكون العجيب وما وراءه من إبداع وحكمة وترتيب، تبصرة ينتفع بها كل عبد منيب، يرجع إلى ربه من قريب.

وهذه هي الوصلة بين القلب البشري وإيقاعات هذا الكون الهائل الجميل، هذه هي الوصلة التي تجعل للنظر في كتاب الكون والتعرف إليه أثر في القلب البشري، وقيمة في الحياة البشرية"٣ ... إلخ.


١ في ظلال القرآن: ج٦ ص٣٦٣٣-٣٦٣٤.
٢ سورة ق: ٨.
٣ في ظلال القرآن: ج٦ ص٣٣٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>