للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ} ١ قال: "وفي هذه الآية يحدد أن خلق الإنسان تم على مراحل زمنية " {خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ} والزمن بالمعنى الإلهي طويل جدا {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} ٢؛ فإذا قال الله: {خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ} ، ثم اكتملت الصورة بتخليق آدم فقلنا للملائكة اسجدوا لآدم؛ معنى هذا أن آدم جاء عبر مراحل من التخليق والتصوير والتسوية استغرقت ملايين السنين بزماننا وأياما بزمن الله الأبدي.

{وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا} ٣، ومعناها أنه كانت هناك قبل آدم صور وصنوف من الخلائق جاء هو ذروه لها.

{هَلْ أَتَى عَلَى الْأِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا} ٤ إشارة إلى مرحلة بائدة من الدهر لم يكن الإنسان يساوي فيها شيا يذكر.

ويقول القرآن عن الله أنه هو: {الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} ٥ أي أنه هدى مسيرة التطور حتى بلغت ذروتها في آدم {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِين} ٦، وهي إشارة صريحة بأن الإنسان لم يخلق من الطين ابتداء؛ وإنما خلق من سلالات جاءت من الطين هناك مرحلة متوسطة بين الإنسان والطين هي سلالات عديدة متلاحقة كانت تمهيدا لظهور نوع الإنسان المتفوق، ثم يحدثنا القرآن عن تخلق الجنين فيحكى لنا أن خلق العظام سابق على خلق العضلات {فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ


١ سورة الأعراف: الآية ١١.
٢ سورة الحج: الآية ٤٧.
٣ سورة نوح: الآية ١٤.
٤ سورة الإنسان: الآية الأولى.
٥ سورة طه: الآية ٥٠.
٦ سورة المؤمنون: الآية ١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>