ولا آدابه فإذا ما التزمها فإن الحق له كل الحق في أن يفسر القرآن ما دام تفسيره يقوم على الأسس والقواعد، أما والحالة هذه فلا وألف لا.
وإني أوجه له ولأمثاله النصح من قلب خالص صادق أن يدع تفسير القرآن الكريم لأهله، وأن يتناول إذا أراد المشاركة ما قرره أولئك الإعلام في التفسير بالشرح والبسط وبأسلوبه الخاص في مخاطبة الطبقة العامة، وأن لا يبتدئه ابتداء لا يدانيه شرف الشهرة ولا شرف المادة إن كان فيهما من شرف.
وأهمس في أذنه وأذن غيره ممن يتناولون آيات القرآن الكريم بالتفسير بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار" ١، وكفى به وعيدا لمن ألقى السمع وهو شهيد والله أعلم.
هذا ما أردت قوله عن منهج القاصرين في التفسير وهم وإن كان فيهم المغرض؛ فإن فيهم ذا النية الصالحة الصادقة لكنه أخطأ الطريق، فليعد هؤلاء إلى الحق وليعلموا أن من قال في القرآن برأيه فأصاب، فقد أخطأ ونسأل الله لنا ولهم السلامة.
١ رواه الإمام أحمد في مسنده ج١ ص٢٣٣؛ ورواه الترمذي في سننه ج٥ ص١٩٩ كتاب تفسير القرآن، وقال: "حديث حسن صحيح".