للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على الإسلام جناية كبرى"١.

أولئك الذين يبدون تعاطفهم مع الدكتور مصطفى محمود ويمسون عباراته مسا خفيفا، وهم يعتقدون أن توبة مصطفى من الإلحاد إلى الإيمان كافية لالتماس كل عذر له في انحرافاته وتأويلاته الباطلة، وما هكذا تورد الإبل يا سعد.

أما توبته فليس تفضلا منه علينا فهي له في الدنيا والآخرة، وله علينا حق الدعوة الصالحة وحق الأخوة الإسلامية بأن يثبتنا وإياه على الصراط المستقيم حتى نلقاه.

وأما أن تكون توبته هذه مبررا للتجاوز عن انحرافاته فأمر مرفوض مرفوض؛ مرفوض لأن صاحبه ما زال لم تتروض عباراته في ميدان الفكر الإسلامي ولم تنصهر ألفاظه في بوتقة العقيدة الإسلامية ولم تنجل عقائدة في مجال الإسلام، فلا زال يستعمل عبارات وألفاظ يحسب المسلم لها ألف حساب قبل أن يتفوه بها. ولئن كنا ندعو الله أن يغفر له فإن هذا لا يعفيه من الخطأ ولا يعفينا من التنبيه.

ومرفوض لأن صاحبه لا يزال يجهل كثيرا من أحكام الإسلام وعقائده التي تدور لتقريرها آيات القرآن الكريم فيبعد فهمه حينا.

ومرفوض لأن صاحبه يجهل العلوم الواجب توفرها في المفسر فلا يعرف أسباب النزول ولا أول ما نزل وآخره ولا الناسخ والمنسوخ ولا المحكم والمتشابه ولا ما ورد تفسيره بالسنة ولا.. ولا..

ومرفوض لأن صاحبه لا يعرف قواعد اللغة العربية ولا مدلولات ألفاظها اللهم إلا ما يعرفه العامة فياللغة من المدلولات السائرة في أحاديثهم ومنتدياتهم. أما خصائص الأساليب التي يدرك بها الفرق بين عبارة وأخرى وغير ذلك من خصائص الغة فلا يعرفها.

وبالجملة مرفوض لأن صاحبه حتى الآن لا تتوفر فيه شروط المفسر


١ شطحات مصطفى محمود في تفسيراته العصرية للقرآن الكريم: عبد المتعال الجبري ص١.

<<  <  ج: ص:  >  >>