للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد التزم -رحمه الله تعالى- بهذا, فالتزم تفسير القرآن بالقرآن معتمدا على القراءات السبع مبتعدا عن القراءات الشاذة, ومستندا إلى السنة النبوية الطاهرة, معتبرا لأقوال العلماء الثقات، لا يتعصب لرأي، ولا يحقر قولا, بل ينظر إلى ذات القول لا إلى قائله، يستوفي الأقوال ويرجح بالدليل والبرهان, إن كنت أصوليا وجدت في تفسيره دقائقه، وإن كنت من علماء الحديث وجدت فيه بدائعه، وإن كنت فقيها وجدت فيه وفاءه، وإن كنت من علماء العقيدة وجدت فيه صفاءها ونقاءها، بل عقيدة أهل السنة والجماعة التي لا تشوبها شائبة، وإن كنت من علماء كل هذا وجدت فيه رواءك وشفاءك.

نماذج من تفسيره:

الأسماء والصفات:

أفرد المؤلف -رحمه الله تعالى- آيات الأسماء والصفات برسالة خاصة بيّن فيها أن كثرة الخوض والتعمق في البحث في آيات الصفات وكثرة الأسئلة في ذلك الموضوع, من البدع التي يكرهها السلف١.

ثم أجمل الحديث عن آيات الصفات فقال عنها: دل القرآن العظيم أنه -أي مبحث آيات الصفات- يتركز على ثلاثة أسس من جاء بها كلها فقد وافق الصواب وكان على الاعتقاد الذي كان عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه والسلف الصالح, ومن أخلّ بواحد من تلك الأسس الثلاثة فقد ضل, وكل هذه الأسس الثلاثة يدل عليها قرآن عظيم.

أحد هذه الأسس الثلاثة هو تنزيه الله جل وعلا عن أن يشبه شيء من صفاته شيئا من صفات المخلوقين, وهذا الأصل يدل عليه قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} ٢، {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} ٣، {فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ} ٤.


١ منهج ودراسات لآيات الأسماء والصفات: ص٥, تأليف محمد الأمين الشنقيطي.
٢ سورة الشورى: من الآية ١١.
٣ سورة الإخلاص: الآية ٤.
٤ سورة النحل: من الآية ٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>