للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثاني من هذه الأسس: هو الإيمان بما وصف الله به نفسه؛ لأنه لا يصف الله أعلم بالله من الله {أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ} ١، والإيمان بما وصفه به رسوله -صلى الله عليه وسلم- لأنه لا يصف الله بعد الله أعلم بالله من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي قال في حقه: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} ٢، ٣.

ولم يذكر -رحمه الله تعالى- الأساس الثالث هنا, لكنه في آخر بحثه قال: "هذه الأسس الثلاثة التي ركزنا عليها البحث وهي:

١- تنزيه الله عن مشابهة الخلق.

٢- الإيمان بالصفات الثابتة بالكتاب والسنة, وعدم التعرض لنفيها.

٣- قطع الطمع عن إدراك الكيفية"٤.

ذلكم مجمل موقفه -رحمه الله تعالى- من آيات الصفات.

إثبات الرؤية:

أبطل -رحمه الله تعالى- مذهب المعتزلة في إنكار رؤية الله تعالى يوم القيامة واستدلالهم بقوله تعالى: {قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي} ٥, فقال: "استدل المعتزلة النافون لرؤية الله بالأبصار يوم القيامة بهذه الآية على مذهبهم الباطل، وقد جاءت آيات تدل على أن نفي الرؤية المذكورة، إنما هو في الدنيا، وأما في الآخرة فإن المؤمنين يرونه جل وعلا بأبصارهم كما صرح الكفار"٦،


١ سورة البقرة: من الآية ١٤٠.
٢ سورة النجم: الآيتان ٣ و٤.
٣ منهج ودراسات لآيات الأسماء والصفات: محمد الأمين الشنقيطي ص٥.
٤ المرجع السابق: ص٢٧-٢٨, وانظر تفسيره أضواء البيان ج٢ ص٢٧٢-٢٨٨ ففيه البيان الوافي.
٥ سورة الأعراف: من الآية ١٤٣.
٦ هكذا وردت, ولعل العبارة: "كما صرح بحجب الكفار".

<<  <  ج: ص:  >  >>