للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحالة الثالثة: أن يكون صرف اللفظ عن ظاهره لا دليل له أصلا، وهذا يسمى في اصطلاح الأصوليين لعبا, كقول بعض الشيعة: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً} ١ يعني عائشة, رضي الله عنها"٢.

الإمامة:

في تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} ٣, قال "قال مقيده, عفا الله عنه": من الواضح المعلوم من ضرورة الدين أن المسلمين يجب عليهم نصب إمام تجتمع به الكلمة وتنفذ به أحكام الله في أرضه, ولم يخالف في هذا إلا من لا يعتد به ... وأكثر العلماء على أن وجوب الإمامة الكبرى بطريق الشرع كما دلت عليه الآية المتقدمة وأشباهها وإجماع الصحابة -رضي الله عنهم- ولأن الله قد يزع بالسلطان ما لا يزعه بالقرآن وكما قال تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ} ٤؛ لأن قوله: {وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ} ، فيه إشارة إلى إعمال السيف عند الإباء بعد إقامة الحجة ... واعلم أن ما تتقوله الإمامية من المفتريات على أبي بكر وعمر وأمثالهما من الصحابة، وما تتقوله في الاثني عشر إماما، وفي الإمام المنتظر المعصوم ونحو ذلك من خرافاتهم وأكاذيبهم الباطلة كله باطل لا أصل له، وإذا أردت الوقوف على تحقيق ذلك فعليك بكتاب: "منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية" للعلامة الوحيد الشيخ تقي الدين أبي العباس ابن تيمية -تغمده الله برحمته- فإنه جاء فيه بما لا مزيد عليه من الأدلة القاطعة والبراهين الساطعة على إبطال جميع تلك الخرافات المختلفة"٥.


١ سورة البقرة: من الآية ٦٧.
٢ أضواء البيان: محمد الأمين الشنقيطي ج١ ص٢٣٤-٢٣٥.
٣ سورة البقرة: من الآية ٣٠.
٤ سورة الحديد: من الآية ٢٥.
٥ أضواء البيان: محمد الأمين الشنقيطي ج١ ص٥٠-٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>