للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} ١ بأن قرينة السياق صريحة في دخولهن؛ لأن الله تعالى قال: {قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ} ، ثم قال في نفس خطابه لهن: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ} ، ثم قال بعده: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ} ... الآية. وقد أجمع جمهور علماء الأصول على أن صورة سبب النزول قطعية الدخول, فلا يصح إخراجها بمخصص.

والتحقيق إن شاء الله أنهن داخلات في الآية وإن كانت الآية تتناول غيرهن من أهل البيت٢.

وبين المراد بإذهاب الرجس عنهم فقال: "يعني أنه يذهب الرجس عنهم ويطهرهم بما يأمر به من طاعة الله وينهى عنه من معصيته؛ لأن من أطاع الله أذهب عنه الرجس وطهره من الذنوب تطهيرا"٣.

أما المراد بالمودة في القربى من قوله تعالى: {قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} ٤، فقال: "والتحقيق إن شاء الله, أن معنى الآية هو القول الأول {إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} أي: إلا أن تودوني في قرابتي فيكم وتحفظوني فيها, فتكفوا عني أذاكم وتمنعوني من أذي الناس كما هو شأن أهل القرابات"٥.

القضاء والقدر:

قال رحمه الله تعالى: إن في قوله تعالى: {وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ} ٦، وفي قوله سبحانه: {سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ} ٧، وفي قوله سبحانه: {وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ


١ سورة الأحزاب: من الآية ٣٣.
٢ أضواء البيان: محمد الأمين الشنقيطي ج٧ ص٥٧٧.
٣ المرجع السابق ج٧ ص٥٧٩.
٤ سورة الشورى: من الآية ٢٣.
٥ أضواء البيان: محمد الأمين الشنقيطي ج٧ ص١٩٢.
٦ سورة الزخرف: الآية ٢٠.
٧ سورة الأنعام: من الآية ١٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>