للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال في تفسير قوله تعالى: {وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ} ١ أي:: "هل لنا طريق أو حيلة إلى رجوعنا إلى الدنيا لنعمل غير الذي كنا نعمل؟ وهذا طلب للأمر المحال الذي لا يمكن"٢.

أصحاب الكبائر:

في الوعيد لمن قتل مؤمنا متعمدا المنصوص عليه بقوله تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} ٣، قال رحمه الله تعالى: "وهذا الوعيد له حكم أمثاله من نصوص الوعيد على بعض الكبائر والمعاصي بالخلود في النار أو حرمان الجنة، وقد اختلف الأئمة -رحمهم الله- في تأويلها، مع اتفاقهم على بطلان قول الخوارج والمعتزلة الذين يخلدونهم في النار، ولو كانوا موحدين"٤, ثم نقل قولا لابن القيم -رحمه الله تعالى- بين فيه موقف أهل السنة والجماعة المعروف من أصحاب الكبائر.

أما في تفسير قوله تعالى: {بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} ٥، فقال -رحمه الله تعالى- فيها: "وقد احتج بها الخوارج على كفر صاحب المعصية وهي حجة عليهم كما ترى فإنها ظاهرة في الشرك, وهكذا كل مبطل يحتج بآية أو حديث صحيح على قوله الباطل فلا بد أن يكون فيما احتج به حجة عليه"٦.

أما الوعيد لمن عاد إلى أكل الربا في قوله تعالى: {مَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} ٧، فقال عنه: "في هذا أن الربا موجب


١ سورة الشورى: من الآية ٤٤.
٢ المرجع السابق ج٦ ص٦٢٦.
٣ سورة النساء: من الآية ٩٣.
٤ المرجع السابق ج٢ ص١٢٩.
٥ سورة البقرة: من الآية ٨١.
٦ المرجع السابق، ج١ ص١٠٣.
٧ سورة البقرة: من الآية ٢٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>