للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لدخول النار والخلود فيها؛ وذلك لشناعته ما لم يمنع من الخلود مانع الإيمان, وهذا من جملة الأحكام التي تتوقف على وجود شروطها، وانتفاء موانعها وليس فيها حجة للخوارج كغيرها من آيات الوعيد، فالواجب أن تصدق جميع نصوص الكتاب والسنة فيؤمن العبد بما تواترت به النصوص من خروج من في قلبه أدنى مثقال حبة خردل من الإيمان, من النار ومن استحقاق هذه الموبقات لدخول النار إن لم يتب منها"١.

الموالاة والمعاداة:

في تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ} ٢ الآية، بين -رحمه الله تعالى- أصل الولاية فقال: "وأصل الولاية: المحبة والنصرة وذلك أن اتخاذهم أولياء موجب لتقديم طاعتهم على طاعة الله ومحبتهم على محبة الله ورسوله؛ ولهذا ذكر السبب الموجب لذلك وهو أن محبة الله ورسوله يتعين تقديمها على محبة كل شيء, وجعل جميع الأشياء تابعة لهما"٣.

وفي قوله تعالى: {بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا، الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} ٤ الآية، قال: "وفي هذه الآية الترهيب العظيم من موالاة الكافرين وترك موالاة المؤمنين, وأن ذلك من صفات المنافقين وأن الإيمان يقتضي محبة المؤمنين وموالاتهم، وبغض الكافرين وعداوتهم"٥.

وفي موضع آخر بين -رحمه الله تعالى- الولاية الواجبة على المؤمنين وما تدرك به وفائدتها وما يوجبها على المؤمنين؛ فقال -رحمه الله تعالى- في تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ


١ المرجع السابق ج١ ص٣٣٨ -٣٣٩.
٢ سورة التوبة: من الآية ٢٣.
٣ المرجع السابق ج٣ ص٢١٢-٢١٣.
٤ سورة النساء: من الآيتين ١٣٨-١٣٩.
٥ المرجع السابق: ج٢ ص١٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>