هذه أمثلة من تفسير ابن سعدي -رحمه الله تعالى- سلك فيها منهج أهل السنة والجماعة, اكتفى في بيانه بوجيز العبارة من غير إطناب ممل ولا إيجاز مخل, وهو وإن لم يعرض الكثير من آراء أهل السنة والجماعة بالشرح والبيان لاعتقاده -كما قرر في مقدمته- أن المفسرين قد كفوا من بعدهم، ومع هذا فإن تفسيره -رحمه الله تعالى- قد جاء وسطا بين حاجة العلماء وحاجة من دونهم, ليس بالصعب الذي لا ترتقي إليه أفهام هؤلاء ولا بالسهل الذي لا يجد فيه أولئك بغيتهم، بل جمع هذا وذاك وأحسبه لم يفصل الحديث في العقائد؛ لأنه إنما كان يخاطب طائفة من أهل السنة والجماعة لم يكن بينهم من منازع أو خصم فكان يكتفي بوجيز العبارة ودقيق الإشارة. نفع الله به وبعلومه, إنه سميع مجيب.