للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مُبِينٌ} ١ ولو دلت الآية على ما ادعوا لخالفه الواقع.. فقد نال الإمامة الدنيوية كثير من الظالمين, فظهر أن المراد من العهد إنما هو الإمامة في الدين خاصة والاحتجاج بها على عدم صلاحية الظالم للولاية تمحل؛ لأنه اعتبار لعموم اللفظ من غير نظر إلى السبب ولا إلى السياق أو ذهاب إلى أن الخبر في معنى الأمر بعدم تولية الظالم كما قاله بعضهم وهو أشد تمحلا, ومعلوم أن الإمام لا بد أن يكون من أهل العدل، والعمل بالشرع كما ورد, ومتى زاغ عن ذلك كان ظالما"٢.

لا رجعة:

في قوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} ٣. قال رحمه الله تعالى: "تمنوا الرجوع إلى الدنيا حين لا رجوع, واعدين أن لا يكذبوا بما جاءهم وأن يكونوا من المؤمنين"٤.

الميزان:

في تفسير قوله تعالى: {وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} ٥، قال: "قال السيوطي في الإكليل في هذه الآية: ذكر الميزان ويجب الإيمان به, انتهى ثم قال: "الذي يوضع في الميزان يوم القيامة قيل: الأعمال وإن كانت أعراضا إلا أن الله تعالى يقلبها يوم القيامة أجساما ... ثم ذكر أدلة هذا القول ... وقيل: صحائف الأعمال هي التي توزن ... ثم استدل له ... وقيل: يوزن صاحب العمل ... ثم استدل له، وقال بعد هذا: قال الحافظ ابن كثير: وقد يمكن الجمع بين هذه الآثار بأن يكون ذلك كله صحيحا فتارة توزن الأعمال


١ سورة الصافات: من الآية ١١٣.
٢ محاسن التأويل: ج٢ ص٢٤٦.
٣ سورة الأنعام: الآية ٢٧.
٤ محاسن التأويل: ج٦ ص٢٢٧٩.
٥ سورة الأعراف: الآية ٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>