للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذن فطرق التفسير التي سلكوها هي تفسير القرآن بالقرآن وبالسنة "ويعنون بها ما ورد عن طرق أهل البيت" وبالإجماع بشرطه السابق، وبدليل العقل بخصوصه السابق.

لذلك كان لهم آراء فقهية انفردوا بها بناء على هذه الأصول وجاء تفسيرهم لكثير من آيات الأحكام في القرآن الكريم متأثرا بهذه النظرة, كإباحة نكاح المتعة ومنع المسح على الخفين، وأن الواجب مسح الرجلين في الوضوء دون غسلهما ونحو ذلك ... وسيأتي إن شاء الله بيان بذلك.

للقرآن ظاهر وباطن:

وللقرآن عندهم ظهر وبطن ويقصدون بهذا: "أن للقرآن مراتب من المعاني المرادة بحسب مراتب أهله ومقاماتهم وأن الظهر والبطن أمران نسبيان فكل ظهر بطن بالنسبة إلى ظهره وبالعكس"١، ويستدل الطباطبائي لهذا بما ورد في "تفسير العياشي عن جابر قال: سألت أبا جعفر -عليه السلام- عن شيء من تفسير القرآن فأجابني, ثم سألته ثانية فأجابني بجواب آخر، فقلت: جعلت فداك, كنت أجبت في المسألة بجواب غير هذا قبل اليوم! فقال: يا جابر, إن للقرآن بطنا, وللبطن بطن وظهرا وللظهر ظهر, يا جابر وليس شيء أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن, إن الآية تكون أولها في شيء وأوسطها في شيء وآخرها في شيء, وهو كلام متصل ينصرف على وجوه"٢.

وقال: "وقد روي عن علي، عليه السلام: أن القرآن حَمَّال ذو وجوه"٣، أما الراسخون الذين يعلمون تأويله فالمراد بهم عندهم آل محمد٤, ويروون عن الصادق: نحن الراسخون في العلم, ونحن نعلم تأويله٥.


١ أعيان الشيعة ج١ ص٤٧٧ عن "التفسير والمفسرون" ٢/ ٢٦.
٢ الميزان ج٣ ص٧٣.
٣ تفسير الميزان في تفسير القرآن: محمد حسين الطباطبائي ج٣ ص٨٧.
٤ المرجع السابق ج٣ ص٦٧.
٥ المرجع السابق ج٣ ص٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>