للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القول بتحريف القرآن:

ذكر إمامهم الخوئي في البيان في تفسير القرآن أن التحريف يراد منه عدة معانٍ:

الأول: نقل الشيء عن موضعه وتحويله إلى غيره, ومنه قوله تعالى: {وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عن مَوَاضِعِهِ} [٤: ٤٦] ثم ذكر أن كل من فسر القرآن بغير حقيقته وحمله على غير معناه فقد حرفه.

الثاني: النقص أو الزيادة في الحروف أو في الحركات مع حفظ القرآن وعدم ضياعه, وإن لم يكن متميزا في الخارج عن غيره.

الثالث: النقص أو الزيادة بكلمة أو كلمتين مع التحفظ على نفس القرآن المنزل.

الرابع: التحريف بالزيادة والنقيصة في الآية والسورة مع التحفظ على القرآن المنزل, والتسالم على قراءة النبي -صلى الله عليه وسلم- إياها.

ثم زعم أن هذه الأنواع الأربعة من التحريف واقعة في القرآن قطعا١.

النوع الخامس: التحريف بالزيادة بمعنى أن بعض المصاحف الذي بأيدينا ليس من الكلام المنزل "والتحريف بهذا المعنى باطل بإجماع المسلمين، بل هو مما علم بطلانه بالضرورة"٢، والحق أن كل من قرأت له ممن تعرض لهذا النوع ذكر الإجماع على عدم القول بتحريف القرآن بالزيادة فيه, إلا أني اطلعت على نص عند الشيعة يقول بهذا النوع, وهو ما رواه ميسرة عن أبي جعفر -عليه السلام- قال: "لولا أن زيد في كتاب الله ونقص منه ما خفي حقنا على ذي حجى"٣.


١ البيان في تفسير القرآن: الخوئي ص١٩٧-١٩٩.
٢ المرجع السابق ص٢٠٠.
٣ انظر تفسير العياشي ١/ ١٣؛ والصافي للمحسن الكاشي المقدمة السادسة ص١٠؛ والبرهان لهاشم البحراني ١/ ٢٢؛ والبحار للحجلي ١٩/ ٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>