للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم يزيد تفسيره للإمامة إيضاحا فيقول: "والذي نجده في كلامه تعالى أنه كلما تعرض لمعنى الإمامة تعرض معها للهداية تعرض التفسير, قال تعالى في قصص إبراهيم -عليه السلام: {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ، وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا} [الأنبياء: ٧٣] وقال سبحانه: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة: ٢٤] ، فوصفها بالهداية وصف تعريف ثم قيدها بالأمر فبين أن الإمامة ليست مطلق الهداية، بل هي الهداية التي تقع بأمرالله"١.

وهذا هو الفارق بين الإمامة والنبوة, فالنبوة والرسالة ليستا إلا مجرد إراءة الطريق, إذ يقول: "وبالجملة فالإمام هادٍ يهدي بأمر ملكوتي يصاحبه فالإمامة بحسب الباطن نحو ولاية للناس في أعمالهم وهدايتها إيصالها إياهم إلى المطلوب بأمر الله دون مجرد إراءة الطريق الذي هو شأن النبي والرسول, وكل مؤمن يهدي إلى الله سبحانه بالنصح والموعظة الحسنة"٢.

ومن صفات الإمام عند الإمامية أنه "يجب أن يكون إنسان ذا يقين مكشوفا له عالم الملكوت, متحققا بكلمات من الله سبحانه"٣، وهو أيضا أي الإمام "يحضر عنده ويلحق به أعمال العباد خيرها وشرها, وهو المهيمن على السبيلين جميعا سبيل السعادة وسبيل الشفاوة"٣.

أما أفعال الإمام فهي: "خيرات يهتدي إليها لا بهداية من غيره, بل باهتداء من نفسه بتأييد إلهي وتسديد رباني"٤.

أما أقواله كما يقول محمد جواد مغنية في تفسيره "فإن قول الإمام نبيا كان أو وصيا هو قول الله, وهداه هدى الله, وحكمه حكم الله الذي لا يحتمل العكس"٥.


١ الميزان في تفسير القرآن: محمد حسين الطباطبائي: ج١ ص٢٧٢.
٢ المرجع السابق: ج١ ص٢٧٢.
٣ المرجع السابق: ج١ ص٢٧٣.
٤ الميزان: الطباطبائي ج١ ص٢٧٤.
٥ التفسير الكاشف: محمد جواد مغنية ج١ ص١٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>