للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبديهي بعد هذا أن يكون الإمام عندهم معصوما من جميع الرذائل والفواحش ما ظهر منها وما بطن, من سن الطفولة إلى الموت عمدا وسهوا, كما يجب أن يكون معصوما من السهو والخطأ والنسيان١. أما مستندهم في هذا, فيقول عنه محمد جواد مغنية في تفسيره: "واستدل الشيعة الإمامية بقوله تعالى: {لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} على وجوب العصمة للنبي والوصي, ووجه الدلالة أن الله قد بين صراحة أنه لا يعهد بالإمامة إلى ظالم، والظالم من ارتكب معصية في حياته مهما كان نوعها حتى ولو تاب بعدها حيث يصدق عليه هذا الاسم ولو آنا ما، ومن صدق عليه كذلك فلن يكون إماما"٢، وقال: "ويكفي دليلا على عصمة أهل البيت "ع" شهادة الله لهم بالعصمة في الآية ٣٣ من الأحزاب: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} "٣.

وهو أيضا ما فسره به الطباطبائي في الميزان, حيث قال في تفسير الآية السابقة: "فمن المتعين حمل إذهاب الرجس في الآية على العصمة"٤.

وقد حاول محمد جواد مغنية في تفسيره أن يعمم القول بالعصمة وأنكر اختصاص الشيعة بالقول بها فقال: "وفكرة العصمة لا تختص بالشيعة وحدهم, فإن السنة قالوا بها ولكنهم جعلوها للأمة مستندين إلى حديث لم يثبت عند الشيعة وهو: "لا تجتمع أمتي على ضلالة"".

والمسيحيون قالوا بعصمة الباب, والشيوعيون بعصمة ماركس ولينين, وقال القوميون السوريون بعصمة أنطون سعادة, والإخوان المسلمون بعصمة حسن البنا٥, وكل من استدل بقول إنسان واتخذ منه حجة ودليلا فقد قال بعصمته من حيث يريد أو لا يريد, وفي الصين مئات الملايين اليوم تؤمن بعصمة ماوتسي


١ عقائد الإمامية: محمد رضا المظفر ص٩٥.
٢ الكاشف ج١ ص١٩٨؛ والتفسير المبين: محمد جواد مغنية ص٢٥.
٣ الكاشف ج١ ص١٩٨.
٤ الميزان ج١٦ ص٣١٢.
٥ هذا محض افتراء وبهتان على الإخوان المسلمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>