للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله عليه وسلم, فإن ما يسبق منه إلى الفهم لا يوثق به والباطن لا ضبط له, بل تتعارض فيه الخواطر ويمكن تنزيله على وجوه شتى, وهذا أيضا من البدع الشائعة العظيمة الضرر"١.

ومن العجيب أنهم لما شعروا أن باب التأويل الباطني باب واسع يستطيع كل من دخل منه أن يصل إلى كل ما يدور بخلده ويجيش بخاطره٢، وأن يدخل على القرآن ما ليس منه وخشية من أن ينافسهم في هذا الباب منافس, قصروا هذا الحق على أنفسهم، بل على أئمتهم فبوبوا الأبواب على: "أنه لا يعرف تفسير القرآن إلا الأئمة"٣, وقالوا: "إن جميع التفاسير الواردة عن غير أهل البيت لا قيمة لها, ولا يعتد بها"٤.

وقد أدى بهم هذا إلى التخبط حتى فيما نسب من التفسير إلي إمام واحد!! أورد الطباطبائي في تفسيره كما رواه العياشي في تفسيره عن جابر قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن شيء من تفسير القرآن فأجابني، ثم سألته ثانية فأجابني بجواب آخر، فقلت: جعلت فداك كنت أجبت في المسألة بجواب غير هذا قبل اليوم، فقال: يا جابر إن للقرآن بطنا وللبطن بطن، وظهرا وللظهر ظهر، يا جابر وليس شيء أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن, إن الآية تكون أولها في شيء وأوسطها في شيء وآخرها في شيء, وهو كلام متصل ينصرف على وجوه"٥.

أليس هذا تخبطا وأليس من الطامات كما قال الغزالي، رحمه الله؟!

ج- التفسير العقلي:

قلنا: إن الشيعة تأثروا تأثرا بينا بالمعتزلة في هذا المنحى ويرجع هذا التأثر


١ إحياء علوم الدين: الغزالي ج١ ص٤٣.
٢ التفسير والمفسرون: محمد حسين الذهبي ج٢ ص٣٢.
٣ الفصول المهمة: الحر العاملي ص٥٧.
٤ الشيعة والرجعة: محمد رضا النجفي ص١٩.
٥ الميزان: ج٣ ص٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>